التوجيهات العملية لحفظ القرآن الكريم

هناك العديد من التوجيهات العملية لحفظ القرآن الكريم والذي وضعها العديد من المشايخ وحفظة القرآن من أجل تيسير عملية حفظ القرآن الكريم للصغار والكبار، هذا ويعتبر حفظ القرآن الكريم وإدراك معانيه ومعرفتها معرفة كاملة من الأمور التي توصل الإنسان إلى مرحلة متقدمة من الذكاء، فكثير من العلماء والأدباء العرب يحفظون القرآن الكريم منذ الصغر، وذلك كونها قاعدة هامة تساعد على توسيع مداركهم، فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء وبدرجات مرتفعة.

ومن خلال المقال الحالي سوف نتعرف سوياً على أهم التوجيهات العملية لحفظ القرآن الكريم وشرح لبعض أمثلة على حفظ القرآن الكريم وذلك من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالتالي:

1. ما هو تعريف القرآن الكريم؟.
2. ما هو أثر حفظ القرآن الكريم على النفس؟.
3. ما هو أثر القرآن الكريم على تقويم السلوك؟.
4. ما هو أثر القرآن الكريم في رفع القدرات وتنمية الإبداع؟.
5. ما هي طريقة حفظ القرآن الكريم؟.
6. ما هي الوسائل المعينة في حفظ القرآن الكريم؟.
7. ما هي التوجيهات العلمية لحفظ القرآن الكريم؟
8. ما هي ضوابط وقواعد حفظة القرآن الكريم؟.
9. مثال على تطبيق التوجيهات العملية لحفظ القرآن الكريم.
10. التوجيهات العملية لحفظ القرآن الكريم pdf.

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه ومعناه، المُتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس.

1. القرآن الكريم له أثر كبير على النفس فحفظ القرآن الكريم من أعظم ما يحققه المسلم في حياته من الأعمال الصالحة، وذلك كما ورد في الحديث: ((أن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين...)) [رواه مسلم]، والرفعة تكون في الدنيا والآخرة.
2. في حفظ القرآن الكريم منزله عظيمه ويكفي في ذلك سلامة قلب الحافظ من الخراب وذلك كما قال صلى الله عليه وسلم ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.....)) [رواه مسلم]، وكما قال: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) [رواه الترمذي].

أن حفظ القرآن الكريم له أثر كبير على تقوم السلوك فنجد الآتي:

• إن حفظة القرآن الكريم أكثر تميزاً في أخلاقهم وسلوكهم وأدبهم بما فيه فهم أهل الله وخاصته.
• إن تربية حفظ القرآن الكريم قد انعكست على سمتهم وخلقهم وتعاملهم صدقاً وهدوء ورفقاً.
• حفظ القرآن الكريم يتمثلون هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن.
• يحافظ القرآن الكريم على التوازن الانفعالي لدى حفظته كما له تأثير عجيب على العصاة وعند الغضب.
• تجد حفظة القرآن الكريم أكثر هدوء ومتميزون في سلوكهم حتى أن بعض الحفظة من الدراسين في المراحل التعليمية حين يكمل حفظ القرآن نجد المعلمين يلاحظون تميز في سلوك الطلاب والطالبات الحافظين للقرآن الكريم.

يساعد حفظ القرآن الكريم في رفع قدرات ومهارات حفظته وتنمية الإبداع  والابتكار لديهم فنجد الآتي:

1. إنسان القرآن الكريم هو إنسان مفكر ومبدع يقود الأمة بفكره وعقله وحكمته للرقي والتقدم.
2. حامل القرآن يصنع الحضارات ذات البعد الإيماني والأخلاقي والتفكير الإبداعي فيه يتيح الفرص أمام المتعلم للإبداع والابتكار في العديد من المجالات.
3. القرآن الكريم يربي الإنسان على إعمال عقله، وتربية ذهنه على التأمل والاستنتاج والقياس والاستقراء، كما أنه يربي الفكر على عدم قبول شيء بغير حجة ولا برهان.
4. عند دراسة القرآن الكريم يستطيع المتعلم أن يستفيد من الكلمات القرآنية ويمكنه استخدام هذه الكلمات في تعبيرات خارج النص القرآني.
5. أن الشخصية ذات القدرات العقلية والإبداعية والتي أشار إليها القرآن ترتقي في الاستنتاج والاستنباط والعلم والإبداع فيه على قدر عقلها وبعدها الإيماني فكراً وعقيدةً وسلوكاً وأخلاقاً.

قد يكون من السهلة لبعض المقبلين على حفظ كتاب الله عز وجل بمفردهم في أوقات محددة وهذه الطريقة وإن كانت جيدة إلا أنه يخشى على صاحبها عدم الاستمرار والمواصلة لضعف الهمة وكثرة الأشغال، وهناك العديد من الوسائل والطرق لحفظ القرآن الكريم ومنها:

• الالتحاق بالمدارس التي تحفظ القرآن الكريم ضمن مناهجها فيختم الطالب أو الطالبة القرآن في ست أو تسع سنوات.
• الالتحاق بحلق التحفيظ في المساجد المنشرة في كل حي وبحوار كل منزل، وكذلك الالتحاق بالدورات التي تقام أيام الإجازة وتناسب جميع الأعمار والمستويات.
• التحاق النساء بدور التحفيظ النسائية وهي منتشرة في كل مكان وبلد مع اختلاف المسميات.
• الطلب من أحد معلمي القرآن الرجال أو النساء المجيء إلى المنزل في وقت مناسب مع جعل راتب شهري لهم.
• الالتحاق بالدورات التي تقام في المساجد خاصة فترة الصيف، وقليل أن تخلو منها مدينة والحمد لله.

هناك العديد من الوسائل المعينة والمساعدة في حفظ القرآن الكريم من أهمها:

1. الإخلاص لله عز وجل في حفظ القرآن الكريم، ويجد المرء حلاوة لذلك وإعانة وتوفيقاً من الله عز وجل عند أول خطوة يبدأ بها.
2. استشعار الأجر العظيم المترتب على قراءة القرآن الكرين وحفظه، ومن ثم تعليمه ونشره للناس.
3. اختيار الوقت المناسب بحيث يكون خالياً من الأفكار والأشغال وصخب الحياة.
4. العناية بصحة قراءة الآيات قبل حفظها خاصةً لمن لم يكن له معلم يصحح قراءاته، ويمكن الاستعانة بأجهزة التسجيل لسماع قراءات صحيحة.
5. القراءة والحفظ من مصحف واحد، ويتوفر هذه الأيام مصحف مجمع المدينة النبوية حتى لا يختلف الرسم في مصحف آخر.
6. رفع الصوت بالقراءة وتحسينه مع تدبر الآيات وربطها بما قبلها.
7. الحفظ القليل الثابت أدوم من الحفظ الكثير المتلفت، ولا تكن الهمة مصروفة للفراغ من الحفظ فحسب بل الهمة الإتقان وجودة الحفظ.
8. استغلال أوقات الفراغ للمراجعة مثل أوقات الانتظار وركوب السيارة وغيرها.
9. قراءة المحفوظ في الصلوات السرية والنوافل فهذا يساعد على الحفظ وعلى الخشوع والتدبر.
10. قراءة معاني كلمات القرآن الكريم وهذا يساهم في الحفظ ورسوخه، ومن التفاسير الموجودة تفسير السعدي رحمه الله.
11. كثرة الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يعينك على الحفظ وأن ييسره لك ويصرف عنك الشواغل والملهيات.
12. الصير والمصابرة فإنك ترنو إلى أمر عظيم وغاية نفيسة تحتاج فيها إلى صبر وإرادة وقوة عزيمة وجلد.

توجد مجموعة من التوجيهات العلمية لحفظ القرآن الكريم أفاد بها الشيح المقرئ د. عبدالله العبيد (حفظه الله) وهي:

• أن التكرار الكثير دواء لأي ضعف في الحفظ.
• يجب أن يحفظ الطاب الوجه حفظاً أولياً ويربطه ببعضه ويفضل نصف وجه ويسمعه لنفسه مرات معدودة غيبياً حتى يتأكد أنه حفظه جيداً.
• بعد ذلك يقرأه نظراً وبصوت مسموع (10 مرات) بتركيز.
• بعد ذلك يكرره التكرار الأساسي غيباً من ال20 إلى 100 مرة حسب احتياجه وكلما زاد وقارب المئة كان هذا أتقن وأجود.
• بالنسبة للمراجعة أن يختم كل سبع (غيباً) فيضبط ويتقن في سنتين.
• أو يختم كل ثلاث غيباً فيضبط ويتقن في سنة.

أكد الشيخ عبدالله العبيد أن هناك ثلاث مراتب من حفظ القرآن القوي لا يحتاج عادة إلى ثلاثين مرة للتكرار غيباً، والمتوسط يحتاج إلى نحو خمسين مرة، والضعيف يحتاج إلى ما فوق السبعين مرة.

توجد مجموعة من الضوابط والقواعد يجب الالتزام بها لحفظ القرآن الكريم من أهمها:

• يجب أن يكون حفظك على شيخ لتصحيح التلاوة.
• أحفظ كل يوم وجهين جهاً بعد الفجر ووجهاً بعد العصر أو المغرب.
• الحفظ يكون من سورة الناس إلى سورة البقرة لأنه أيسر.
• بعد الحفظ تبدأ المراجعة من البقرة إلى الناس.
• الحفظ يكون من مصحف موحد في الطبعة، ليكون معيناً على رسوخ الحفظ وسرعة الاستذكار لمواطن الآيات وأواخر الصفحات وأولها.
• كل من حفظ القرآن في السنتين الأولين يتفلت عليه المحفوظ، وهذه تسمى مرحلة التجميع فلا تحزن من تفلت القرآن منك أو كثر خطئك.

في هذه الفقرة مثال توضيحي على تطبيق التوجيهات العملية لحفظ القرآن وهذه الطريقة تتميز بقوة الحفظ ورسوخه، وسرعة الحفظ والانتهاء من ختم القرآن سريعاً ووسف نطبقها على سورة الجمعة وفقاً للخطوات التالية:

1. تقرأ الآية الأولى عشرين مرة.
2. تقرأ الآية الثانية عشرين مرة.
3. تقرأ الآية الثالثة عشرين مرة.
4. تقرأ الآية الرابعة عشرين مرة
5. بعد ذلك تقرأ الآيات الأربعة من أولها إلى آخرها للربط بينها عشرين مرة.
6. هكذا وعلى نفس المنوال تقرأ الآية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة عشرون مرة.
7. بعد ذلك تقرآ الآيات من الخامسة إلى الثامنة عشرون مرة.
8. في النهاية تقرأ من الآية الأولى إلى الآية الثامنة عشرين مرة لإتقان هذا الوجه.
9. هكذا تلتزم هذه الطريقة في كل وجه من القرآن الكريم ولا تزد في اليوم الواحد عن حفظ أكثر من ثمن لئلا يزيد عليك المحفوظ فيتفلت الحفظ.

للتعرف أكثر على أهم التوجيهات العلمية لحفظ القرآن الكريم يمكنك الاطلاع أو التحميل المباشر لنسخة إلكترونية من طرق ووسائل حفظ القرآن الكريم pdf من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

القاسم، عبدالملك. (د.ت). طرق ووسائل حفظ القرآن الكريم. دار القاسم للطباعة النشر.

المزعل، هيا عبدالله والسويد، إيمان. (2016). أثر حفظ القرآن الكريم في التحصيل الدراسي لدى طالبات المرحلة الثانوية بمجمع مدارس تحفيظ القرآن بمحافظة المجمعة "دراسة تجريبية". مجلة الدراسات العربية، 1879- 1908.

الغزالي، عدلي عبدالرؤوف. (2012).  قواعد وفوائد تحفيظ القرآن الكريم للأطفال. مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر.