بعض النصائح الهامة للطلاب الباحثين في السنة الأولى

البحث العلمي عملية تحتاج الكثير من الجهد والتركيز بالإضافة إلى مجموعة من المهارات التي يجب أن يتحلى بها الباحث لإتقانه، خصوصاً في السنة الأولى له كطالب في مرحلة البكالوريوس التي تمثل له أول خطاه في مسيرته العلمية نحو الدراسات العليا.

هذا ونظراً أن البحث العلمي ومرحلة الدراسات العليا يتخللهما بعض الأمور الغامضة الغير متعارف عليها بالنسبة لكثير من طلاب السنة الأولى؛ الأمر الذي يجعلهم في حاجة دائمة للتدريب والممارسة بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد من أجل أن يسيروا على الخطى الصحيحة دون إهدار الوقت والمجهود في أساليب وطرق غير فعالة.

لذلك حرصنا من خلال المقال الحالي توجيه بعض النصائح والإرشادات الهامة لجميع الطلاب الباحثين وخاصةً من هم في السنة الأولى من مسيرتهم الأكاديمية.

يواجه الكثير من الطلاب تحديات كثيرة وبالأخص في بداية مرحلتهم الجامعية (مرحلة البكالوريوس)، والتي يمكن أن تمثل عائقاً بينهم وبين تقدمهم وتميزهم العلمي، مما دفعنا إلى تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعدهم في متابعة تفوقهم وتميزهم في المرحلة الجامعية وهي كالتالي:

أولاً: أن يكون اسمك معروفاً:

من الضروري أن يكون اسمك معروف ومردود على مسامع الأساتذة الجامعيين الذين يدرسونك في الجامعة، وذلك من خلال مشاركتك الفعالة ومناقشتك الإيجابية معهم في نطاق المحاضرة، مما يترك لديهم انطباع إيجابي يعكس مدى تميزك وفعاليتك المستمرة معهم في المحاضرة، الأمر الذي يدفعهم إلى التقرب إليك ومعرفتك أكثر.

ثانياً: اختيار الأساتذة المناسبين لمناقشتهم:

يوجد بعض من الأساتذة والمحاضرين لديهم شخصية ضعيفة أو غير متمكنين من تخصصهم العلمي، فغالباً عند مناقشتك لهم يبقون دائماً في مواقف محرجة أمام الطلاب والطالبات، فإياك أن تقوم بمناقشة مثل هؤلاء، فيمكن أن يعود ذلك عليك بالسلب.

هذا وعلى الجانب الآخر توجد بعض الأساتذة المتمكنين من تخصصهم العلمي ويحبون من يناقشهم ويتفاعل معهم بصورة إيجابية سواء كان داخل المحاضرة أو خارجها مما يترك لديهم انطباع مدى شغفك وحبك للتخصص الذي تنتمي إليهم، فاحرص دائماً على تحسين علاقتك معهم ومداومة حضور محاضرتهم والاستفادة منهم قدر المستطاع.

ثالثاً: وضوح مستقبلك وهدفك:

 من الأفضل لجميع الطلاب والطالبات قبل بداية مشاورهم الجامعي أن يكون لديهم مستقبل واضحاً وهدف أمام أعينهم يسعون إلى تحقيقه؛ سواء كان تخصص يريدون الالتحاق به في الجامعة أو وظيفة يسعون لشغلها بعد المرحلة الجامعية، فكلما كان الطريق واضحاً أمام أعين الطلاب والطالبات كان من السهل عليهم المحافظة على التميز الدائم والتفوق في الحياة الدراسية والوظيفية المستقبلية.

رابعاً: عدم الانتباه إلى ما يعيق مسيرتك العلمية:

يجب أن يعلم الطلاب والطالبات أن تميزهم الدراسي سوف يخلق لهم أعداء في قاعة المحاضرات وفي حياتهم العلمية، ومن المرجح أنه لم يسبق لهم التعامل معهم من قبل، فيجب أن يعرفون انهم كلما انتبهوا والتفتوا لمثل هؤلاء كان هذا بمثابة أكبر عائق لتميزهم ونجاحهم في حياتهم الدراسية. لذلك لا تكترثون لمثل هؤلاء وركزوا فقط على تقدمكم ونجاحكم.

خامساً: تطوير وتنمية المهارات:

 يجب على جميع الطلاب والطالبات التطوير من مهاراتهم البحثية وبالأخص في الجوانب المهملة من الجامعات، خصوصاً الجانب المهاري البحثي، ويجب مداومة الاطلاع ومعرفة البحث العلمي وأصوله وقواعده وكافة عناصره وجوانبه، إذ أن البحث العلمي هو بمثابة الطريق الأول للوصول إلى التقدم والتميز في الكثير من جوانب الحياة العظيمة والمجالات العلمية المختلفة سواء لكم أو لمجتمعاتكم.

نظراً لحصرنا الدائم على تطوير وتنمية منظومة البحث العلمي قمنا بصياغة بعض النصائح التي تقوم بدورها في إرشاد وتوجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين من أجل التميز والتفوق في إعداد البحوث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، وتتمثل في الآتي:

أولاً: إيجاد نمط الكتابة أو وقت الكتابة المناسب لك

يجب على الباحث أن يجد الوقت المناسب الذي يكون على أتم استعداد وجاهزية من أجل إنجاز المهمات بإتقان وبفعالية. فمثلا (ساعات معينة في الصباح، الليل، أوقات الاستراحة من العمل، أو بعد الظهيرة.... إلخ)، هذا وعلى الباحث أن يدرك أن أي وقت خلال اليوم يكون فيه نشطاً ومنتبهاً.

 وذلك يأتي بالتدريج من خلال التجربة والممارسة المستمرة في إيجاد الوقت الملائم،  بالإضافة إلى تهيئة البيئة والظروف المحيطة بالباحث لهما دور هام وكبير في اختيار الوقت المناسب.

ثانياً: قم بتجهيز وترتيب مكتبك:

سواء كان مكتبك فى الجامعة أم فى المنزل، فلابد أن يكون مرتب ومنظم، وذلك أيضا مهم من الناحية النفسية حيث إن المكان المنظم يعطي إحساس بالنظام والإنتاجية ويرفع من قدراتك الذهنية ويساعد على التركيز وتجنب المشتتات.

ثالثاً: تعرف على أهم المراجع والباحثين فى موضوع بحثك

من المهم للباحث التعرف والاطلاع على أهم المراجع والدراسات التي تتعلق بمجال دراسته وبحثه العلمي بشكل واضح ودراسة كافة جوانبه. وذلك من خلال قيام الباحث بعمل بعض البحث والتقصي عن أهم الدراسات السابقة بمساعدة الزملاء أو المشرف الرئيسي إذا أمكن ذلك. فهذا يساعد الباحث على الإلمام والتعرف على أهم المصطلحات والنظريات الشائعة والمستخدمة في مجال بحثه.

رابعاً: الاطلاع على أهم المجلات والمؤتمرات الدورية المهتمة بمجال بحثك:

للاطلاع على المجلات والمؤتمرات التى من الممكن أن تقوم بنشر أبحاثك المستقبلية فيها. يمكن للباحث استشارة أو سؤال مشرفه الخاص عن أهم المجلات والمؤتمرات التي سبق وأن قام بنشر بعضٍ من أبحاثه فيها، وذلك بهدف الاطلاع عليها ومعرفة طرق وأساليب كتابة الأبحاث والآليات والمعايير التي يجب الالتزام بها من أجل قبول نشر البحث العلمي من المقدمة إلى الخاتمة.

خامساً: خصص مذكرة لكتابة الملاحظات والمعلومات الجديدة:

تجعلك هذه الخطوة دائماً مطلع على كل ما هو جديد وأن تمتلك دائماً معلومات حاضره يمكنك الرجوع إليها في أي مكان وفي أي وقت. لذلك قم بتدوين كل ما قمت بعمله وما تم انجازه وما هو مطلوب إنجازه في وقت معين. نحن فى النهاية بشر ومعرضين للنسيان، لذلك من المهم تدوين أي معلومة أو تاريخ أو مرجع هام قمت بالرجوع إليه أو تنوي الاطلاع عليه.

سادساُ: تواصل مع مشرفك:

يجب على الباحث أن يحافظ دائماً على التواصل مع مشرفه الرئيسي، ففي أغلب الأحيان يكون المشرفين مشغولين بصورة كبيرة، لذلك يجب على الباحث أن يختار طريقة للتواصل بشرط أن تتناسب مع مشرفه، فهذا  أمر  هام جداً من أجل نجاح واستمرار الكتابة والتقدم في البحث العلمي سواء كان الباحث في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه.