طلب خدمة
استفسار
×

التفاصيل

أبعاد التربية الحديثة

2021/02/14   الكاتب :د. يحيي سعد
عدد المشاهدات(3943)

أبعاد التربية الحديثة

   تناولنا في المقالات السابقة مجموعة من أراء العلماء في مجال التربية الحديثة، حول مفهوم تربية الطفل في السنوات الأولى، ضمن رياض الأطفال، يمكن أن نحدد أبعاداً تم استنباطها من نظرة شمولية واضحة المعالم حول سبل تشكيل رياض أطفال نموذجية استناداً على التربية الحديثة، نستعرضها بإيجاز فيما يلي:

البعد الأول :

   الموقع وميزاته والمرافق والتجهيزات التي يجب أن تمتاز بها رياض الأطفال، فيجب أن يمتاز الموقع بالهدوء، والبعد عن الأخطار والضوضاء، والقرب من سكن الأطفال، والاستقلالية، أي يكون في بناء مستقل، وأن تحيط بالموقع مساحة واسعة تحيط به الأشجار، وأن يكون متناسبا مع مساحة الأرض.

   ويجب أن تمتاز رياض الأطفال بمرافق متكاملة، وأن تتوافر فيه غرف صفية كافية لعدد الأطفال، وغرف للمعلمات، ويتوافر فيه قاعات للحاسب الآلي، ومختبر للغات، وتتوافر فيه تدفئة مركزية كافية، وتتوافر خدمات مساندة كافية لعدد الأطفال، وطاولات صغيرة وخزائن للأطفال، وأن توجد ألعاب في الساحات، لتنمي القدرات الحركية عند الطفل. والهدف من توافر الإمكانيات السابقة في رياض الأطفال أن تعمل على تنمية الطفل من الناحية الجسدية والعقلية والمعرفية.

البعد الثاني :

   أسلوب معلمة رياض الأطفال أو أداؤها داخل غرفة الصف، تؤكد التربية الحديثة على أهمية أسلوب المعلمة، وبخاصة فيما يتعلق بالتخطيط، وأن يتناسب ذلك مع الأهداف العامة لفلسفة المجتمع التربوية، وهذا ما أكده جون ديوي الذي نادى بربط المدرسة بالحياة، وقال بأن التعليم هو الحياة.

   وفيما يتعلق بالناحية الإجرائية، والحركة والأنشودة، نقد نادت التربية الحديثة بالاهتمام بشخصية الطفل، وهذا يقع على المعلمة، فعليها تقبل الأخطاء ، من غير التعليق عليها ، وتفسير القضايا والمعلومات التي لا يعرفها الطفل ، واستخدام بعض الوسائل المعينة كالأشكال التي تمثل الحروف والأرقام ، وهذا ما جاء في فلسفة فروبل التربوية.

   أما بالنسبة للتقييم، فهي عملية تعلم الطفل ، إذ يجب على المعلمة أن تراعي استمرارية قياس تحقيق الأهداف ، وهذا يتم عن طريق متابعة الطفل ، ومناقشة أولياء الأمور بهذا المضمون ، وهذا ما جاء في فلسفة منتسوري.

البعد الثالث :

   لقد اهتمت التربية الحديثة بتقييم الطفل ، عن طريق استخدام ثلاثة أنواع من التقييم ، التشخيصي والبنائي والختامي ، وهذه الأنواع الثلاثة يجب أن تستخدم في رياض الأطفال :

   التقييم التشخيصي:

مهمته معرفة مدى المعلومات التي تكون لدي الأطفال ، واكتشاف نقاط القوة والضعف ، حتى يتسنى للمعلمة التعامل معام، وهذا التقييم تقوم به مديرة رياض الأطفال والمرشدة التربوية والمعلمة وفي هذا النوع ، تستخدم أدوات مثل الاختبارات الشفوية والمقابلة والملاحظة ، ومقابلة بعض أولياء أمور الأطفال لمعرفة خلفية الطفل بشكل متكامل .

   التقييم البنائي:

تستخدم فيه بعض الأسئلة الشفوية في أثناء تقديم المعلمة المعلومات ، ومهمته التأكد من إيصال المعلومات بشكل جيد، ومن أدوات هذا التقييم السجل التراكمي ، وهو قائمة يرصد فيها سلوك الطفل ، عقليا، ونفسيا، واجتماعيا، والهدف من التقويم البنائي في رياض الأطفال هو تنمية شخصية الطفل من جميع النواحي .

   التقييم الختامي:

هو التقييم الذي يتم في نهاية السنة ، والهدف منه تقييم الطفل تقييمأ نهائية، وتصنف درجته بالنسبه للأطفال الآخرين .

البعد الرابع :

   يمثل هذا البعد بسد حاجات الطفل ، وهذا ما أكدت عليه التربية الحديثة، وبخاصة اعتقاد أرنولد جیزل بأن الكائن الإنساني ينمو على ثلاث مراحل ، هي بيولوجية وكيميائية فسيولوجية وسلوكية، وهذا البعد يؤكد أهمية سد الطفل حاجاته ضمن رياض الأطفال ، ويتمثل ذلك في تقديم وجبات غذائية وفيتامينات، ومواد أساسية للطفل ، وأن يقضي حاجاته بنفسه.

   أما من الناحية النفسية، فإعطاء الطفل الأمان وحرية الرأي والطمأنينة ومعالجة المشكلات النفسية للطفل ، حتى إن فلسفة منتسوري اطلعت عل اسم معلمة رياض الأطفال مرتبة ، وهذا ما أكدته أيضا فلسفتا فروبل و جون ديوي ..

   أما سد حاجات الطفل الاجتماعية ، فتشمل تشجيع الطفل على إقامة علاقات إيجابية مع الأطفال الآخرين ، وتشجيع الأطفال على اللعب معهم ، وبخاصة اللعب التعاوني ، فهذا بدوره يؤدي إلى تشكيل شخصية الطفل .

البعد الخامس :

   يركز هذا البعد على الناحية الإدارية ويشترط فيه أن تكون العلاقه بين الادارة والمعلمات قائمة على الاحترام ، ويجب أن تكون الإدارة متفاعلة مع المجتمع المحلي ، ويركز هذا البعد كذلك على تقبل المديرة النقد من المعلمات ، ومساهمة المديرة في تطوير أساليب التدريس ، وتوجيه المعلمات وتشجيع المعلمات على إقامة المعارض الخاصة بأعمال الأطفال . وتلتزم المديرة بالقوانين والتعليمات ، وتعمل على تطوير المعلمات مهنيا.

البعد السادس :

   يركز هذا البعد على مؤهل معلمة رياض الأطفال ، وكذلك على خبرة المعلمه والدورات المهنية، والأبحاث التي قدمتها وكفايات المعلمة الأدائية، ويجب أن تتصف المعلمة بسمات أدائية مهنية في تنظيم عملية التعلم ، وهذا ما أكدته فلسفة فروبل ومنتسوري .

البعد السابع :

   يركز هذا البعد على مناهج رياض الأطفال ، إذ يجب أن يتوافق المنهج مع فلسفة المجتمع العامة ، وأن تتنوع الأهداف في مجالاتها المعرفية والنفسية الحركية والانفعالية ، ويجب أن تكون متوافقة مع قدرات الطفل العقلية ، أما المحتوى فيجب أن يكون متنوعة ومثيرة لانتباه الأطفال ، ومناسبة مع طبيعة المرحلة العقلية التي يمر بها الطفل ، ويعمل على تنمية حواس الطفل ، وعلى قدراته المعرفية ، وتقييم المناهج ، ويجب أن تطرح أسئلة تثير انتباه الأطفال وتنمي الناحية المعرفية لديهم .

خاتمة :

   استعرضنا في سلسة المقالات السابقة  جانباً مهماً يتعلق بمعالم التربية الحديثة بشكل عام ، وما تتميز به عن الفلسفات التربوية الأخرى، من حيث التركيز على المتعلم، واعتباره محور العملية التعليمية نتنمى أن تعم الفائدة للجميع وترقبوا المزيد بمشيئة الله تعالى .

التعليقات


الأقسام

أحدث المقالات

الأكثر مشاهدة

خدمات المركز

نبذة عنا

تؤمن شركة دراسة بأن التطوير هو أساس نجاح أي عمل؛ ولذلك استمرت شركة دراسة في التوسع من خلال افتتاح فروع أو عقد اتفاقيات تمثيل تجاري لتقديم خدماتها في غالبية الجامعات العربية؛ والعديد من الجامعات الأجنبية؛ وهو ما يجسد رغبتنا لنكون في المرتبة الأولى عالمياً.

Visa Mastercard Myfatoorah Mada

اتصل بنا

فرع:  الرياض  00966555026526‬‬ - 555026526‬‬

فرع:  جدة  00966560972772 - 560972772

فرع:  كندا  +1 (438) 701-4408 - 7014408

شارك: