لا تخطئ عيناك علاقة علم الاجتماع بعلم النفس الاجتماعي؛ فعلم النفس الاجتماعي يقوم أصلا على دراسة سلوك الإنسان في المواقف الاجتماعية المختلفة. حيث يشترك علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي في أن كلاهما يعنى بدراسة شخصية الفرد وسلوكه وتفاعلاته داخل السياق الاجتماعي. ويشير عالم الاجتماع الأمريكي وليم أوجيرن إلى علاقة علم الاجتماع بعلم النفس وأوجه التكامل بين علم النفس وعلم الاجتماع بقوله: "إن علم الاجتماع قد تفطن إلى أهمية دراسة شخصية الإنسان، كما أن علم النفس قد أدرك أهمية دراسة الثقافة، ولذلك فإن ثمة ترابطاً بين علم النفس والاجتماع".
وعلم النفس الاجتماعي يعتني بدراسة صورة التفاعل الاجتماعي المختلفة، من خلال دراسة سلوك الإنسان، والتأثير المتبادل بين الأفراد وبعضهم، في المواقف الاجتماعية المختلفة. ومن هذه المواقف الاجتماعية: التعاون والتنافس، والحب والكره، والطمأنينة والريبة. ولا شك أن المواقف الاجتماعية وتأثير الأفراد المتبادل في العلاقات المجتمعية هو ما يكون شخصية الفرد ويميزه عن غيره. وهنا تتجلى علاقة علم الاجتماع بعلم النفس الاجتماعي، وهو ما نتناوله في الجزء الثاني من المقال. وإذا كان علم النفس الاجتماعي يكشف عن الجانب الاجتماعي في علم النفس، فإن ثمة اتجاهاً نفسياً في علم الاجتماع يعرف باتجاه الفعل الاجتماعي. فقد عمد أنصار هذا الاتجاه إلى تحليل الفعل الاجتماعي إلى مكوناته الأولية بغية الوقوف على دوافع الفعل الاجتماعي وأبعاده وآثاره على المجتمع والفرد. لذلك فإن اتجاه الفعل الاجتماعي يعكس ولا شك علاقة علم الاجتماع بعلم النفس، كما يكشف عن جانب هام من أوجه التكامل بين علم النفس وعلم الاجتماع.