يعرف التشخيص النفسي بتلك العلمية التي تحدد من خلالها المرض النفسي أو الاضطراب النفسي، أي معرفة نوعه ومقدار شدته أو كثافته. ويمكن تعريف التشخيص النفسي بأنه وصف الاضطراب النفسي وتصنيفه، أي معرفة الفئة المرضية التي ينتمي إليها أو التي يوضع فيها، ويتضمن التشـخيص النفسي الإشارة إلى الإجراءات التي يستخدمها الباحث في تحديد الاضطراب النوعي أو المحدد الذي يعاني منه المريض. لذا فقد سلط المقال الحالي الضوء على التشخيص الطبي والسيكولوجي في علم النفس طبقاً لأسس البحث العلمي.
التشخيص النفسي للإعاقة العقلية:
الأمراض أو الاضطرابات العضوية قد ترتبط بالأمراض العقلية ولذلك من أهداف التشخيص الطبي التعرف على هذه الظروف الجسمية والعصبية أو الغدية والتي من المحتمل أن يكون لها تأثيرا على مرض العميل. والفحص الطبي عملية تخصصية دقيقة يقوم بها الطبيب العقلي وغيره من أصحاب التخصصات الأخرى، ويتضمن هذا الفحص وظائف التمثيل الغذائي ووظائف القلب وتحليل الدم، وتحليل سائل النخاع الشوكي للتأكد من عدم وجود الإصابة بالزهري، وكذلك قياس الانعكاسات للتحقق من عدم وجود صدمات مخية أو أورام مخية أو غير ذلك من أمراض الجهاز العصبي. وتستخدم المعطيات المستمدة من هذا الفحص من أجل تحسين الحالة الصحية العامة للمريض، ولوضع خطة للعلاج الطبي إذا لزم الأمر. وفي الغالب ما تجمع هذه المعطيات في استمارة فحص للمريض تشمل: ضغط الدم، وظيفة القلب، وظيفة الرئتين والبطن والغدد، هذا من الناحية الجسمية أما من الناحية العصبية فتشمل الإحساسات والانعكاسات وبؤرة العين والموجات الدماغية وطريقة مشي المريض.
التشخيص السيكولوجي:
ويعتمد ذلك على ملاحظة المعالج المريض وأجراء المقابلات الشخصية معه، وتطبيق الاختبارات النفسية من أنواع مختلفة، لتشمل قياس سلوكه وقدراته وإمكاناته ومهاراته وذكائه وميوله واتجاهاته وأمراضه وبناء شخصيته. ويبدو في سلوك المريض العام أعراض مثل الهلاوس، وهي مدركات حسية سمعية وبصرية وشمية وذوقية ولمسية زائفة غير موجودة في عالم الواقع. وكذلك تشمل الضلالات أو الهذاءات وهي أفكار زائغة، واتجاهات المريض وانفعالاته وعواطفه ووجدانه ومشاعر. والسمات العامة لدى المريض، ويجرى هذا التقويم العام في العادة عدد دخول المرضى المستشفى أو المؤسسة. ثم تجري ملاحظات وفحوص أدق للمريض فقي ثنايا المقابلات الشخصية وملاحظته داخل عنبره ونشاطاته. وليس الهدف من وضع تسجيلات للسلوك العام للمريض للكشف عن ديناميات الشخصية، ولكن للحصول على وصف موجز لسلوك المريض، ويشمل ذلك مظهر الخارجي وطريقة كلامه، وسلوكه الجنسي، وسلوكه الانفعالي أو النفسي، ونزعاته التخريبية والعنف المفاجئ، واتجاهاته الحركية، والضلالات والهلاوس، ومبلغ قدرته على الاستبصار أو الفهم والاستيعاب، وقوة ذاكرته واتجاهاته العقلية، وأحكامه وما إلى ذلك.
المعالج النفسي:
ويمكن للمعالج النفسي أن يستعين في عملية التشخيص، ببعض العقاقير أو بالتنويم المغناطيسي وبعد حقن المريض بحقنة من مادة ينتوتال يمكن إجراء المقابلة، وهو تحت تأثير هذا العقار. وبطبيعة الحال، بعد جمع المعلومات عن الحالة يقوم المعالج النفسي بتفسيرها للمريض كذلك تستخدم الاختبارات السيكولوجية في الأغراض التشخيصية، وذلك لتحديد مدى ذكاء المريض وقدراته الأخرى التي يرغب المعالج النفسي في معرفتها ومعرفة دوافع المريض النفسي وصراعاته ودفاعاته وتقويمه لذاته وللبيئة المحيطة به، وكذلك اهتماماته واستعداداته واتجاهاته وميوله وخبراته ومهاراته، وتنظيم شخصيته، وتفيد هذه الاختبارات في الكشف عن ديناميات المرض النفسي، بمعنى العوامل المتفاعلة والمؤثرة في حدوث المرض النفسي، إلى جانب ذلك هناك اختبارات لتحديد الأمراض الدماغية التي قد يكون المريض النفسي مصابا بها.
وللحصول على هذه المعلومات تستخدم مقاييس التقدير حيث يسجل ما إذا كانت السمة موجودة أو غير موجودة، وكذلك درجة وجودها على مقياس مكون من 5 نقاط مثلا كتحديد درجة النظافة الشخصية مثلا. بالنسبة للحالات الشديدة من الذهان تتضمن أسئلة معرفة المريض للاتجاه عن طريق سؤاله عن اليوم والأسبوع والسنة والشهر والساعة الآن وعما إذا كان الوقت ظهرا أو عصرا أو مغربا أو مساء. ولقياس إدراك المريض المكاني يسال عن أسم المكان الذي يوجد به الآن وعن مكان منزله. أما المعلومات الشخصية فتتضمن سؤاله عن أسمه وعمن هو وعن مكان وجود أسرته، على أنه لا ينبغي أن نأخذ جميع ما يرويه المريض على أنه ضلالات، فقد يعبر عن بعض الحقائق من ذلك ما قرره أحد المرضى بأنه يوجد في بطنه أجسام غريبة، ولقد كشفت أشعة عن هذه الأجسام بالفعل.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
العيسوي، عبد الرحمن (1997). أصول البحث السيكولوجي. لبنان: دار الراتب الجامعية.
تحميل كتاب التشخيص النفسي pdf
تحميل الكتاب: اضغط هنا